Search
ابحث داخل الموقع

مبادرة تنظيم الظواهر الاجتماعية تفتح حوارًا جريئًا في عيرا ويرقا

في خطوة وصفت بـ”تعليق الجرس”، أطلقت وزارة الداخلية مبادرة جريئة لتنظيم الظواهر الاجتماعية، فتحت الباب أمام نقاش علني لقضايا كثيرة كنا نتهافت على مناقشتها في الخلوات، لكننا نتردد في الخوض فيها علنًا خوفًا من القيود المجتمعية .

حيث استضافت جمعية البيرة الخيرية، ممثلة برئيسها الدكتور محمود العلوان، يوم امس السبت، اجتماعًا تشاوريًا في ( مجمع بيت عيرا ويرقا الاجتماعي ) دعت اليه هيئات المجتمع المدني والفعاليات الشعبية لابناء عيرا ويرقا بحضور عدد من الشخصيات  الوطنية وأصحاب الخبرات من تربويين وقانونيين ومهتمين بالشأن العام، ومدير قضاء عيرا ويرقا ،أحمد القلاب.

بداية اكد الدكتور العلوان أن المبادرة “ليست وثيقة ملزمة”، بل هي قابلة للأخذ أو الرفض كليًا أو جزئيًا، مع إمكانية التعديل والإضافة لكل عائلة بما يراعي ظروفها (فمن يمتلك مقومات لوجستية مجانية من ديوان و … ليس كمن يتكلف مصاريف ذلك كله ) ووصف طرح المبادرة علنًا بأنه “جرأة تعبر عن صدق الانتماء للوطن”، مشيرًا إلى أنها خطوة لتناول قضايا كنا نتجنب الخوض فيها علنًا.

وبدوره أثرى معالي وزير العدل الأسبق الدكتور أحمد الزيادات النقاش بمداخلات قانونية هامة، حيث تناول بعض المظاهر الاجتماعية التي تجرمها القوانين الحالية، مؤكدًا على ضرورة تغليظ العقوبات الخاصة بها من خلال مجلس الأمة صاحب الاختصاص التشريعي.

واستفاظ نقاش الحضور عددًا من المظاهر الاجتماعية التي انحرفت عن جوهرها، وأصبحت تشكل عبئًا ماديًا وجسديًا، وفقدت روحها الأصيلة. كما تم تسليط الضوء على ممارسات دخيلة على العادات والتقاليد، تصل أحيانًا إلى مخالفة الشرع، أو الاعتداء على حقوق الآخرين، مثل إغلاق الطرقات والضوضاء المفرطة وغيرها.

واستعرض القلاب، تطور بعض العادات الاجتماعية، مثل أيام العزاء التي كانت تستمر ثلاث أيام كاملة وما يتبعها من ما سمي بالونيسه ( اسبوعية المتوفي واربعينيته ) والتي قيل عنها بانها مخالفة للشرع وأعباء مالية كبيرة، إلى أن أصبحت تقتصر على فترات أقصر من بعد صلاة العصر واختصرت أيامها لدى عدد من العائلات ، في حين أن ساعتين العرس هذه الأيام في إحدى قاعات الأفراح او المزارع أصبحت تكلف ماليا عشرات أضعاف اسبوع الفرح في السابق ، فهذه فرصه لازالة التشوهات من بعض الظواهر الاجتماعية والتخفيف على بعضنا من حيث الجهد والوقت والمال .

من جانبه، أكد حسين الرحامنة الذي عمل قاضيا لسنوات طويلة كان اخرها رئيس محكمة نظامية ، في مداخلته، على ضرورة تحمل المسؤولية الفردية والعائلية، وتحدي الخوف المجتمعي، مشيرًا إلى أن منطقتي عيرا ويرقا سبقت في مبادرات مجتمعية، مثل تقليل أيام العزاء ودفن الموتى في نفس اليوم.

انتهى الاجتماع بتوقيع الحضور على تأييد المبادرة، في أجواء صادقة تهدف إلى خدمة المصلحة العامة. خطوة جريئة تفتح الباب لإصلاح اجتماعي حقيقي، يعيد ترتيب أولوياتنا، ويحافظ على قيمنا وهويتنا، دون الانتظار دوماً الى

“من يعلق الجرس”